سوبوسلاي يشعل غضب الأنفيلد برد بارد على تقديم نجم مدريدي
لم يمرّ عرض ترنت ألكسندر-آرنولد كلاعب جديد في صفوف ريال مدريد مرور الكرام على جماهير ليفربول، فقد شهد حفل التقديم احتفالية مبسّطة من جانب اللاعب المجري دومينيك سوبوسلاي أثارت موجة عارمة من السخط بين قاطني الأنفيلد الذين اعتبروا أن قلب دعم بسيط لا يكفي عندما يتعلق الأمر برحيل أحد أيقونات الريدز نحو عملاق قاري
التفاصيل بدأت حين كشف ريال مدريد اليوم الخميس عن ضمه الرسمي لظهير ليفربول السابق ترنت ألكسندر-آرنولد في صفقة انتقال حر عقب انتهاء عقده مع النادي الإنجليزي أخيراً وقبل انطلاق كأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف يونيو الحالي وقد أرفق النادي الإسباني بمقطع قصير من حفل الاستقبال والإعلان عن القميص الجديد بالرقم 66
وخلال متابعة حساب “433” الشهير على إنستجرام لتغطية الحدث التقطت عدسات المتابعين تفاعلاً مقتضباً من سوبوسلاي الذي اقتصر على وضع رمز قلب واحد على أحد المنشورات المرفقة باللقطات وهو ما اعتبره جمهور ليفربول تحايلاً على وفاء اللاعب ونقيضاً لروح الانتماء التي طالما شجعت الريدز على امتلاكها من نجومهم الكبار كون ألكسندر-آرنولد لم يرفض تمديد عقده ليختار الانتقال إلى القلعة البيضاء
ردود الفعل لم تتأخر فانهالت التعليقات النقدية على سوبوسلاي فكتب أحدهم “ارموا عنه القميص رقم ثمانية فوراً” في إشارة لمنحه القميص الذي ورثه عن جوردان هندرسون وعلامة استفهام كبيرة حول مدى احترامه للقميص التاريخي بينما شن آخر هجوماً صارخاً طالب برحيله عن Anfield لأن مجرد قلب افتراضي يعبر عن التهاون مع خصم قادم من مستوى الريال بالنسبة لأنصار الريدز جريمة لا تُغتفر
في المقابل حاول قطاع آخر من الجمهور دعم موقف سوبوسلاي مبررين أن ردة الفعل بسيطة وتعبر عن تقدير صداقة وطيدة نشأت بينه وبين ألكسندر-آرنولد منذ الفترات الأولى لوصوله إلى النادي الإنجليزي عام 2021 وأن القلب الممتد لا يعني سوى الدعاء للزميل السابق بالتوفيق في تحدٍ جديد ولا يشير أبداً إلى خيانة للألوان الحمراء مبينين “الصداقة فوق كل اعتبار”
وتأتي هذه الحادثة في سياق سوق انتقالات صيفية نشطة شهدت رحيل أكثر من نجم من أنفيلد خلال أيام قليلة فقد سبق لألكسندر-آرنولد الانضمام إلى ريال مدريد بعد عقود من العطاء مع الريدز فيما بات مستقبل سوبوسلاي نفسه موضع تساؤل بعد شائعات اقترانه بالانتقال إلى أندية أخرى أو حتى بحثه عن تجربة في دوري آخر ما يجعل صراعات الولاء والانتماء على أشدها بين صفوف القاعدة الجماهيرية
من الناحية التكتيكية يقدم سوبوسلاي مستوى لافتاً في وسط الملعب بعدما انتقل من رد بول سالزبورغ إلى ليفربول حيث أحرز أهدافاً حاسمة وقاد الفريق لتعزيز خياراته الهجومية منذ عام 2021 لكن موسمه الأول شابه بعض التذبذب في التشكيلة الأساسية مما أدى إلى زيادة المنافسة على مركزه وقلّص أوقات مشاركته الرسمية أمام تلاحم نجوم خط الوسط
وبعيداً عن المواقف الفردية فإن ليفربول يستعد لخوض نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر يونايتد نهاية هذا الشهر ما يجعل التركيز أيضاً منصباً على استعادة الانتصارات المحلية قبل التفرغ لمعركة دوري أبطال أوروبا في أكتوبر القادم أما على صعيد كأس العالم للأندية فتخوضه القلعة الحمراء كممثلة لإنجلترا بطموح كسر عقدة اللقب العالمي الذي لم تحسمه منذ سنوات طويلة
ومن المتوقع أن يتخذ سوبوسلاي خطواته القادمة باحترافية عالية عبر توضيح موقفه بشكل مباشر في مؤتمر صحفي أو عبر تصريحات رسمية للمدرب يورغن كلوب الذي اعترف في أكثر من مناسبة بأهمية اللاعب في رحلته مع الريدز لكن الأخير أكد أن سوق الانتقالات قد يفرض قرارات استراتيجية عند اختيار الفريق للمباريات النهائية هذا الموسم
أما بقية نجوم ليفربول فسيعيشون في قادم الأيام ضغوطاً إضافية من المشجعين بعد سلسلة النتائج غير المرضية التي منيت بها المجموعة في بعض اللقاءات الأوروبية والمحلية ما يجعل أي تصرف من قبل أي لاعب أمام عدسات الإعلام موضع مراقبة عالية وتصنيف سريع ضمن خانة الداعمين أم المتخاذلين حسب لغة الشارع الحمراء
وسط كل هذه الأجواء تبقى الصيغة المثلى لتجاوز الملف متعلقة بالتأكيد على أن سوبوسلاي يفهم تماماً قيم وأصول النادي الذي اختاره غلى الدوام ويمتلك في جعبته أهدافاً لا يزال قادراً على تحقيقها مع ليفربول قبل فتح باب الانتقال الصيفي رسمياً مع بداية يوليو المقبل فيما يتوجب عليه أن يوازن بين إظهار الاحترام لناديه القديم للتخفيف من حدة الغضب وبين التعبير عن العلاقة الشخصية القوية التي تجمعه بزميل الأمس ترنت ألكسندر-آرنولد الذي بدأ رحلة جديدة على ملعب سانتياغو برنابيو
ختاماً تظل الأحداث القادمة على الساحل الميرسيسبري مهمة في تحديد مصير وتصنيف علاقة سوبوسلاي بالجماهير سواء برؤية أن قلباً واحداً لا ينسف سنوات من العطاء أو باعتباره حادثة عابرة ضمن زحمة سوق الانتقالات الصيفية التي ستعرف مزيداً من المفاجآت والعناوين التي تلهب حماس ومتعة كرة القدم بلا توقف.
