
في مفاجأةٍ غير متوقعةٍ قلبت رأس أروقة مانشستر سيتي التكتيكية، أعلن نادي بورتو البرتغالي اليوم موافقة خوان فيسينس، الذراع الأيمن لبيب جوارديولا، على توقيع عقدٍ يمتد لثلاث سنواتٍ يقوده إلى خوض تحدٍ جديدٍ بعيدًا عن “سيتي غراوند”. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن التفاصيل رسميًا بعد مباراة مانشستر سيتي الأخيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز نهاية هذا الأسبوع.
من دعم شبابي إلى ركنٍ أساسيٍّ في كتيبة السيتي
لم تكن قصة فيسينس مع مانشستر سيتي من فراغٍ؛ فقد انطلق رحاله في عهد المدرب الكتالوني بانضمامه إلى الجهاز الفني كمدربٍ مساعدٍ لفريق تحت 18 عامًا في صيف 2018، قبل أن يتدرج خلال عامين إلى منصب المدرب الرئيسي لفريق الشباب. ولدى توليه هذا الدور، اعتمد بوضوحٍ على فلسفة الضغط العالي والتمرير السريع التي اشتهرت بها مدرسة جوارديولا.
ومع بداية موسم 2020-2021، دخل فيسينس الوفد المدرب الأول مساعدًا مباشرًا للمدرب الإسباني، فكان العقل التكتيكي الذي يصقل التحضيرات للمباريات وضبط التفاصيل الدقيقة على الجانب الدفاعي والهجومي. ولم تقتصر إسهاماته على التدريب العملي، بل شملت تحليل الفيديوات وخطط الإصلاح أثناء الإيقافات الدولية، ما جعله سندًا متينًا للمدرب في الحصول على الرباعية التاريخية عام 2023.
محطةٌ هولنديةٌ فشلت قبل الأوان… ثم انطلاقةٌ برتغاليةٌ جديدةٌ

لم تخلُ مسيرة فيسينس الخارجية من محاولاتٍ لتولّي قيادة فريقٍ خاصٍ؛ إذ قَبِل عرضًا لتدريب هيراكليس ألميلو الهولندي صيف 2022، لكنه عاد سريعًا إلى “سيتي”، بعدما هبط الفريق الهولندي من الدوري الممتاز قبل أن يتسلّم مهامه رسميًا. واليوم، وجد فيسينس نفسه أمام فرصةٍ أوسعَ بكثيرٍ مع بورتو، الذي يرى فيه دعمًا تكتيكيًّا قويًّا لمشروع المدرب الحالي – الذي حسم معه “التنانين” لقب الدوري البرتغالي مؤخّرًا، ما يؤسس لانطلاقةٍ أوروبيةٍ جديدةٍ على شاطئ “دراجاو”.
دورٌ رئيسيٌّ يتوارى… ونداءٌ للفريق الإنجليزي
ستترك رحيل فيسينس فراغًا لا يُستهان به في كتيبة Guardiola؛ إذ طالما مثّل “وزنًا تكتيكيًّا” يُكمّل شخصية المدرب الأوضح ظهورًا أمام العدسات. ومع توافق موسمٍ اختُتم محليًا بتتويجٍ جديدٍ بلقب البريميرليغ، يستعد مانشستر سيتي لمواجهة تحدٍ قاريٍ إضافيٍ حين يشارك في كأس العالم للأندية منتصف يونيو. سيكون على بيب فتح صفحة جديدةٍ في اختيارات جهازه، وربما البحث عن بدائلٍ بين مدربي فرق الصف الثاني أو تصعيد أحد أنصاره من الأكاديمية، لضمان استمرارية فلسفته دون تبديلٍ حادٍّ يُربك الانسجام.
بورتو ينتظر بصبرٍ دوريًّا جديدًا

على الطرف الآخر، يعوّل النادي البرتغالي على دمج خبرةٍ إنجليزيةٍ واسعةٍ مع أسلوبٍ هجوميٍّ عرفه فيسينس تحت إمرة جورديولا. وسيرافق الذراع السحري الكتالوني في ملعب “دراجاو” معارك الكؤوس الأوروبية القادمة، تمهيدًا لإعادة صناعة “التنانين” ليس في دوري البرتغال فقط، بل للمنافسة في دوري الأبطال بوجهٍ مختلفٍ عن المواسم السابقة.
ختامٌ واستعدادٌ لموسمٍ من الانفجارات التكتيكية
بين وداعٍ حنينٍ في مانشستر واستقبالٍ تشريفيٍّ في بورتو، يكتب خوان فيسينس فصلًا جديدًا من تجربة “التلميذ المتفوق” الذي نجح في ترجمة دروسٍ إنجليزيةٍ إلى واقعٍ برتغاليٍّ طموحٍ. ومع انتهاء موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العين على الـ26 من مايو، تاريخ الكشف الرسمي عن الصفقة، ليبدأ بعدها موسمٌ جديدٌ يُعيد طرح سؤالٍ هادئٍ: ما سرُّ النجاح المستدام حين يُدمج علمٌ إنجليزيٌّ حديثٌ مع تقاليدٍ أوروبيةٍ عريقةٍ؟ وما سيُضاف من أفكارٍ تكتيكيةٍ في موسمٍ سيحمل في طياته صراعاتٍ أبطالٍ جديدةٍ؟