زلزال إعلامي يضرب الساحة عقب زيارة الحائلي إلى الوليد بن طلال
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات البرامج الرياضية بأكثر موجات السخرية التي طالت الإعلامي حواس العايد بعدما أثار جدلاً غير مسبوق بحديثه عن زيارة أنمار الحائلي رئيس نادي الاتحاد السابق للأمير الوليد بن طلال العضو الذهبي في نادي الهلال في خطوة اعتبرها البعض تحركاً انتخابياً مبكراً لملف رئاسة الاتحاد، ليُكشف لاحقاً أن الصورة قديمة وأن المعلومات التي استند إليها العايد غير صحيحة
انطلاقة الأزمة
انطلق الجدل حينما أثار الإعلامي حواس العايد، خلال استضافته في برنامج في 90 المذاع على قناة الرياضية، موضوع لقاء جمع بين أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي مع الأمير الوليد بن طلال، ممهداً لفكرة وجود شراكة مرتقبة بين نادي الاتحاد وقوات استثمارية يقودها الوليد بن طلال دعماً لملف أنمار الانتخابي خلفاً للؤي مشعبي وهو ما أثار غضب فقدَ الكثيرون من رواد مواقع التواصل باعتبار أن اللقاء المذكور لم يحدث فعلياً في التوقيت المشار إليه
سخرية عثمان أبو بكر مالي
لم يتأخر رد النجم الإعلامي عثمان أبو بكر مالي الذي عبّر عن استهجانه الشديد لتصريح العايد من خلال تغريدة جاء فيها “من أعطاه الحق أن يبحث عن شراكة لنادٍ يملكه آخر وهو لا يحمل أي صفة رسمية”، مؤكداً أن تحرك أنمار الحائلي أو أي مسؤول سابق للبحث عن اتفاقيات مالية قبل تولي المنصب هو تصرف يسيء لهيبة النادي ويثير الريبة بين الجماهير
جمال العارف يكشف الحقيقة
وجاء دور الإعلامي جمال العارف ليضع النقاط على الحروف معلناً عبر حسابه في “إكس” أن الصورة التي استند إليها حواس العايد تعود لاحتفالية قديمة شهِد فيها الأمير الوليد بن طلال تسليم مكافآت لهياكل الهلال بعد تتويجه بلقب دوري المحترفين السعودي قبل سنوات وأوضح أن لا علاقة للقاء بترشيح أنمار الحائلي ولا بمشروعات شراكة مستقبلية مع الاتحاد وهو ما عرضه للانتقاد قائلاً “صورة قديمة جداً لها سنوات ولم تحدث حالياً والأهم أن المعلومة خاطئة من الأساس”
البكيري يسخر من زميله محمد الخميس
وأكمل الإعلامي محمد البكيري حلقات السخرية من خلال تغريدة وجَّه فيها سهام النقد لزميله محمد الخميس مقدم برنامج في 90 متهكماً عليه بعبارة “تعيش وتاكل غيرها يا بو خميس” بعد نشره الصورة وتقديمها كأنها التُقطت قبل أيام، مستهجناً طريقة التوثيق والاعتماد على مصادر غير موثوقة في قضية تتعلق بعلاقات شخصية أراد العايد ربطها بمعركة مستقبلية بين المرشحين
تداعيات على الثقة الإعلامية
أظهرت هذه الحادثة هشاشة بعض البرامج الرياضية التي تعتمد على الإثارة وتضيف شحنات سياسية وانتخابية لأحداث عابرة ما ينعكس سلباً على مصداقية الإعلام ويجعل الجمهور أكثر تشكيكاً في صحة التقارير كما طرحت تساؤلات حول ضوابط العمل المهني لدى مقدمي البرامج الرياضية في تعاملهم مع مصادرهم وأهمية التحقق قبل عرض أي خبر مهما بدا عادياً
ردود فعل جماهيرية متباينة
لم تختلف ردود الجماهير كثيراً بين مؤيد يرى أن العايد وقع في فخ الاستعجال وأن على كل إعلامي التأكد من صحة الصورة وسياق نشرها قبل تناولها في برامج ذات جماهيرية واسعة وبين معارض يرى أن حالة الاستقطاب التي يعيشها الوسط الرياضي تسمح بتمرير معلومات مغلوطة لتحقيق نسب مشاهدة أعلى وهو ما يحتاج إلى وقفة حقيقية لضبط الأداء الإعلامي
تاريخ العلاقة بين الاتحاد والهلال
على الرغم من عدم وجود أي علاقة انتخابية أو شراكة بين أنمار الحائلي والوليد بن طلال في الوقت الراهن، فإن تاريخهما على المستوى الرياضي شهد بعض لقاءات التنسيق على مستوى البطولات الجماهيرية أو مبادرات دعم البنية التحتية للأندية لكن هذه اللقاءات كانت بعيدة عن أي بُعد سياسي أو انتخابي بل استهدفت تعزيز العلاقات بين الأندية السعودية الكبرى
دروس مستفادة للمستقبل
قدّم ما حدث فرصة ذهبية لإعادة ضبط قواعد النشر الإعلامي الرياضي، والعمل على استثمار منصات التواصل لتوعية الجماهير بأهمية التمييز بين المعلومات المؤكدة والشائعات وضرورة مراجعة تاريخ الصور ومصداقية أصحابها قبل طرحها كأدلة دعم لأي ادعاء كما أن الأزمة أعادت إلى الواجهة ضرورة الاستعانة بمحررين قانونيين وفنيين للتحقق من البنود التي قد تضر بالمصالح الرياضية والسمعة المؤسسية للأندية
تبقى الأزمة عبرة لكل المهتمين بالشأن الرياضي والإعلامي معاً فالأحداث العابرة يمكن أن تتحول إلى أزمات علاقية وتنقل بُعداً انتخابياً أو سياسياً مجرد استنساخ صورة قديمة أو تحريف في التوقيت وهو ما يشير إلى أن المهنية في المتابعة والتحقق هي الضمانة الوحيدة للحفاظ على الثقة بين الجماهير والإعلاميين في عالم كرة القدم الذي لا يتوقف عن إثارة الهيجان والتفاعل المستمر.
