عاشق المال الذي فعل ما عجز عنه مبابي.. “دولاروما” خائن ميلان وكاسر هيبة باريس سان جيرمان!
دوناروما يسير وفق أهوائه!
لطالما اعتُبر باريس سان جيرمان حصناً منيعاً لنجومه، سجنًا ذهبيًا لا يغادره أحد إلا بقرار من الإدارة القطرية,شهد العالم فصولاً طويلة من محاولات نيمار غير الناجحة للعودة إلى برشلونة، ودراما كيليان مبابي التي انتهت برحيله مجانًا بعد سنوات من الشد والجذب، وحتى ماركو فيراتي الذي ظل محتجزًا في “حديقة الأمراء” حتى تم بيعه بشروط وضعتها الإدارة,لكن هذا الصيف، استطاع الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما أن يحطم هذه القاعدة، ليثبت أنه الاستثناء الذي يبرهن على أن المال قد يكون أقوى من أي مشروع رياضي.
كسر “قانون باريس”.. كيف فعلها دوناروما؟
المفتاح كان في التوقيت والضغط؛ فمع تبقي عام واحد فقط في عقده، وضع دوناروما إدارة باريس في موقف صعب: إما بيعه الآن بسعر منخفض، أو خسارته مجانًا الصيف المقبل ليحصل هو على مكافأة ضخمة من فريقه الجديد,وبحسب التقارير، استغل مانشستر سيتي الموقف واتفق بالفعل على البنود الشخصية مع الحارس، مما أجبر باريس على خفض قيمته من 43 مليون جنيه إسترليني إلى نحو 30 مليون فقط وفقًا لآخر المصادر,لقد استخدم دوناروما السلاح ذاته الذي اعتمده مبابي، لكنه حوّله إلى صفقة بيع مباشرة تصب في مصلحته، في وقت فشل فيه لاعبون آخرون وظلوا تحت سيطرة النادي لسنوات، أو رحلوا بمشاكل وبشكل مجاني مثل نجم ريال مدريد الحالي.
“دولاروما”.. جرح ميلان المفتوح

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها دوناروما هذه الاستراتيجية، فهي تكرار لما فعله مع ميلان عام 2021، حين رحل مجانًا بعد مفاوضات شاقة لينضم إلى باريس سان جيرمان,جمهور ميلان لم يغفر له طلباته التي اعتبروها “ابتزازًا”، وأبرزها شرط التوقيع مع شقيقه الأكبر لتجديد عقده، وعندما عاد إلى “سان سيرو” بقميص باريس، استقبله المشجعون بأوراق نقدية مزيفة تحمل صورته، وأطلقوا عليه لقب “دولاروما”، وهو الاسم الذي أصبح ملازمًا له.
وريث فلسفة رايولا: كيف صنع “الوكيل الخارق” وحش الأموال؟
لفهم عقلية دوناروما، يجب العودة إلى وكيله الراحل مينو رايولا، العقل المدبر الذي أسس فلسفة “اللاعب أولاً”,رايولا كان بارعًا في استغلال “قانون بوسمان” لتعظيم مكاسب موكليه، محولًا العقود إلى أوراق ضغط على الأندية,لقد شجع لاعبيه على دخول العام الأخير من عقودهم ليكسبوا أقصى استفادة، وهو ما طبقه زلاتان إبراهيموفيتش وبول بوجبا وغيرهم,أما دوناروما فكان التلميذ المخلص الذي تبنّى هذه الفلسفة، واضعًا المصلحة المالية قبل الشعار والولاء,خطته مع باريس لم تختلف عن سيناريو ميلان، وهو ما دفع النادي الفرنسي للتحرك سريعًا وبيعه هذا الصيف لتجنب خسارته بلا مقابل.
البطل الملعون: محبوب الوطن ومكروه الأندية!
تكمن المفارقة الأكبر في أن دوناروما كان بطل إيطاليا في صيف 2021، أفضل لاعب في يورو 2020، وحارس المنتخب الذي قاده إلى منصة المجد بتصدياته التاريخية,وفي الوقت نفسه، كان خائنًا في نظر جماهير ميلان، اللاعب الذي باع ناديه من أجل المال، ليجسد شخصية مزدوجة بين بطل قومي ومكروه محليًا.
أين الولاء؟ مسيرة تختلف عن أساطير الحراس

في عمر 26 عامًا فقط، يقف دوناروما على أعتاب ناديه الكبير الثالث، وهو أمر غير معتاد لحراس مرمى,فالأساطير ارتبطت أسماؤهم بالاستقرار: بوفون بين بارما ويوفنتوس، كاسياس مع ريال مدريد، ونوير مع بايرن ميونخ,هؤلاء صنعوا مجد أنديتهم، بينما يبدو أن دوناروما يسير في طريق آخر، طريق الموهبة التي تتنقل بحثًا عن العقود الضخمة، دون روابط عاطفية.
صورة لاعب كرة القدم الحديث
يجسد دوناروما صورة النجم العصري الذي بات يمتلك فيه اللاعب ووكيله الكلمة العليا,موهبته لا يختلف عليها اثنان، فهو بطل أوروبا وأحد أفضل الحراس، لكن قراراته خارج الملعب رسمت له صورة “تاجر العقود” الذي يرى الأندية محطات عابرة,لقد انتصر على صرامة باريس سان جيرمان، لكنه في المقابل صنع لنفسه سمعة قد تحرمه من أن يصبح أسطورة خالدة في قلوب جماهير أي نادٍ.