
في حدث أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل ومنابر الصحافة اللاتينية والخليجية، أكد النجم البيروفي أندريه كارييو، جناح فريق كورينثيانز البرازيلي، أن نادي الهلال السعودي لا يزال الأقرب إلى قلبه رغم مرور عامين على رحيله، متحدياً بذلك تحذيرات المحللين من تداعيات اختياره.
رحلة “اللاعب” بين قارات كرة القدم
انطلقت مسيرة كارييو الاحترافية في أوروبا عبر بوابة بنفيكا البرتغالي، قبل أن تنتقل أنظاره إلى الشرق الأوسط في صيف 2018 ليمثل الهلال، حيث ارتدى القميص الأزرق خمسة مواسم مليئة بالتتويجات الجماعية والأرقام الفردية الملفتة. وفي 2023 ودّع “الزلزال البيروفي” الملاعب السعودية متجهاً إلى القادسية، ومن ثم اتخذ قرار الانضمام إلى كورينثيانز في صيف 2024، باحثاً عن تحدٍ جديد في “السيريا أي” البرازيلية.
تصريح يكشف عن المشاعر الحقيقية
خلال حوار حصري مع صحيفة “Diario TROME” البيروفية، طُرِح على كارييو سؤال مفاجئ حول النادي الأقرب إلى قلبه طوال مسيرته. ولم يترك الفرصة تفوته، فأجاب فوراً:
“الهلال لا يزال محفوراً في داخلي، عاشق له منذ أول يوم حطمت شباكه بأهدافي وشاركت في فرح جماهيره”!
هذا التصريح جاء رغم توقع المحاور أن يختار “أليانزا ليما”؛ النادي الذي شهد بداياته في بيرو ويمثّل طفولته، لا سيما بعد التحذير المبطن من أن هذه الصراحة قد تسبب له مشاكل في الأوساط البيروفية.
عناد المهاجم البيروفي وتحدي المحللين

لم يكتفِ كارييو بعبارة عابرة، بل كرر تأكيد حبه للهلال عندما تحدى نصيحة المحاور بالعودة إلى “أليانزا ليما”، قائلاً بلهجة حاسمة:
“حتى لو تسببت كلماتي في جدل، فلن أخفي مبدأً أحمله منذ انضممت إلى الدوري السعودي. الهلال منحني أمجاداً لا تُنسى، ولن أنكر ذلك”.
هذا الموقف يسلط الضوء على شخصية كارييو القوية والمتمردة، التي لا تخشى التعبير عن عواطفها تجاه جماهير نادي اعتبرته عائلتها الثانية.
إنجازات تتحدث بلسان الزعيم
• المباريات واللحظات الحاسمة: خاض 175 لقاءً رسمياً بقميص الهلال بين 2018 و2023، أحرز فيها 27 هدفاً وصنع 30 تمريرة حاسمة.
• تراكم الألقاب: توّج بـ9 بطولات رسمية، منها درع الدوري السعودي ثلاث مرات، ومسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين مرتين، فضلاً عن ثنائية دوري أبطال آسيا التي حملته إلى مصاف عظماء القارة.
• القيمة التسويقية: بعد تألقه اللافت، أصبحت قيمة عقده موزونة بين مليوني دولار سنوياً، مما يعكس الأهمية التي وجدها له “الزعيم” في ملف تعزيز الجبهة اليمنى.
الجماهير تلهب الأجواء على السوشيال ميديا

منذ نشر الحوار، تصدرت هاشتاغات تحمل اسم كارييو واللهجة المحببة “#أندريه_كارييو_أزرق” الترند في السعودية وبيرو.
• المشجعون الهلاليون عبروا عن سعادتهم بالتصريح، مؤكدين أن نجمهم السابق لم ينسَ فضل الأزرق عليه.
• عشاق كورينثيانز أبدوا احترامهم لولائه القديم، ورأوا فيه مثالاً على الاحترافية والصدق في المشاعر.
• نقاد الرياضة تحدثوا عن أن قرار كارييو الصريح سيكون له انعكاس إيجابي على ملف العلاقة بين المحطتين البرازيلية والسعودية في سوق انتقالات الصيف، خصوصاً إذا ما عاد الهلال يوماً ما للمفاوضات.
ما بين نظرة شغوفة ومستقبل مفتوح
يبقى السؤال مطروحاً حول مستقبل كارييو وموقف الهلال من أي محاولة لإعادة ضمه. فقد شهدت السنوات الماضية حالات لاعبين عادوا ليستأنفوا التألق في “الجوهرة” بعد تجارب خارجية. ويدرس مجلس إدارة الزعيم حالياً العروض الصيفية المُقدمة لتعزيز الأجنحة، وسط احتمال فتح صفحة جديدة تجاه البيروفي صاحب الخبرة القارية والولاء العاطفي.
في السياق ذاته، لا يزال كورينثيانز يراهن على مهاراته وخبرته للدوري البرازيلي وكأس ليبرتادوريس، مستفيداً من روحه التنافسية ورغبته في إثبات الذات على أرض ملعب “أرينا كورينثيانز”.
ختام مفتوح على مسيرة تتجاوز حدود الأندية
قصة أندريه كارييو وحبه المعلن للهلال تثبت أن الكرة تجمع المشاعر قبل النتائج، وأن الذكريات تظل حية في قلب اللاعب حتى بعد غياب سنوات. وبينما يواصل رحلته الاحترافية في البرازيل، يبقى الزعيم بوصلة شوقه الأولى، وفصلاً لا يُمحى من سجل حياته الرياضية. وفي نهاية موسم 2025، قد تحمل التقارير الأولى عن سوق الانتقالات صدىً لإعلان رسمي يضع الهلال من جديد في قلب علاقة الكلاعب الذي اختار الأزرق عنواناً لعشقه الأبدي.