
في مشهد غير مسبوق، تحولت مدرجات ملعب “الجوهرة المشعة” إلى مسرح لانتقادات لاذعة ضد جابرييل “جابري” فيجا، نجم وسط الأهلي الإسباني، عقب الهزيمة المدوية بنتيجة (1-3) أمام الاتفاق في الجولة الـ33 من دوري روشن السعودي. فما الذي حدث داخل أروقة القلعة الحمراء حتى صار اسم فيجا على لسان كل ناقد وكل جمهور؟ ولماذا ارتبطت أخطاءه الأخيرة بحديث عن رحيله المحتمل في الميركاتو الصيفي 2025؟
انفجار الاستهجان بعد نهاية المباراة
ما إن أعلن الحكم صافرة النهاية حتى علت صيحات الصافرات المحتجة ضد فيجا، الذي بدا غائباً تماماً عن أجواء اللقاء. ملعب الملك عبدالله يشهد عادةً تشجيعاً حماسياً، لكن هذه المرة تحول إلى ساحة محاكمة للنجم الإسباني. الجماهير اعتبرت أن تراجع مستواه لا يتعلق فقط بيوم سيء أمام الاتفاق، بل مؤشر على تذمره من البقاء داخل “الكتيبة الحمراء” ورغبته في خوض تجربة جديدة في أوروبا.
ارتباط تراجع الأداء بصفقات الصيف القادمة
لا يخفى على أحد أن شائعات رحيل فيجا تصدرت صفحات الإعلام خلال الأسابيع الماضية. وكشفت مصادر صحفية “مقربة من إدارة الأهلي” أن عقد اللاعب يتضمّن بنداً يسمح له بالعودة للدوري الأوروبي مقابل 17 مليون يورو، شرط موافقة الطرفين. وبحسب المحلل الرياضي سيرجيو بيريس، فإن بورتو البرتغالي يتقدم الصفوف كوجهة محتملة للصانع الإسباني، الذي قد يسهم انتقاله في إضفاء سيولة مالية متجددة على ميزانية الأهلي الصيفية.
أرقام توثق تراجع النجم التاريخي

منذ انضمام فيجا في صيف 2023 قادماً من سيلتا فيجو بقيمة 30 مليون يورو، قُدّر دوره في صناعة اللعب بأرقامٍ واعدة: 65 مشاركة رسمية، 12 هدفاً، وعشرة تمريرات حاسمة. لكن موسمه الحالي شهد هبوطاً ملحوظاً في معدلات التمرير الصحيح واستعادة الكرة، ما أثار تساؤلات عن مدى انسجامه مع أسلوب الدوري السعودي السريع والقوي بدنياً.
2023-2024
32 المباريات
7 الاهداف
6 التمريرات الحاسمة
82% نسبة دقة التمرير
2024-2025
33 المباريات
5 الاهداف
4 التمريرات الحاسمة
74% نسبة دقة التمريرات
المردود الفني مقابل الإغراءات الأوروبية
تشتد المنافسة داخل الأهلي على مراكز صناعة اللعب، في الوقت الذي تسعى فيه بعض الأندية الأوروبية للاستفادة من خبرة فيجا. ورغم تتويجه بلقب دوري أبطال آسيا “النخبة” الموسم الماضي، إلا أن الضغوط الجماهيرية والإعلامية بدت كأنها تسرّع في الإعلان عن مصيره، خصوصاً مع قرب فتح سوق الانتقالات الصيفية. الأهلي يضع في حسابه عائداً مالياً لا يقل عن 40% من قيمة إعادة بيعه مستقبلاً، ما يجعل صفقة بيعه مربحة من الناحية الاقتصادية حتى لو جاءت على حساب عنصرٍ فني مهم.
جمهور الأهلي: حيرة بين الصاعقة والإصرار

على صفحات وسائل التواصل، اتخذت الانتقادات منحىً أكثر حدة، حيث دشن البعض هاشتاجات تطالب برحيل فيجا، بينما طالب آخرون بمنحه الفرصة لتدارك أخطائه. “لو استمر بنفس هذا الأداء، سيُتهم بالأنانية والمبالغة في التمرير”، كتب أحد المشجعين، فيما غرّد آخر: “ربما يحتاج إلى فترة إعداد خاصة قبل الموسم الجديد، بدلاً من ضغوط المباريات الرسمية”.
التحديات التي تواجه فيجا قبل الميركاتو
1. التكيف البدني: يختلف المعدل اللياقي والسرعة في الدوري السعودي عن الدوري الإسباني؛ ما قد يفسر ضعف تواجد فيجا في التغطية الدفاعية.
2. التفاهم التكتيكي: رحلات العمق بين الخطوط تتطلب انسجاماً خاصاً مع المهاجمين، وهو ما فقده الفتح والإتفاق في كثير من الكرات الحاسمة.
3. الضغوط النفسية: المطالب الجماهيرية والإعلامية أوقاتاً تفوق قدرة أي لاعب، خصوصاً الوافد الجديد الذي يحاول إثبات ذاته.
خاتمة: صانع أم ورقة رابحة؟
حين تلتقي تطلعات الجماهير مع الرغبات التعاقدية، ينبثق التوتر بين الأداء والفائدة المالية. جابري فيجا يقف اليوم على مفترق طرق: إما العودة لمستواه المعهود وإسكات صفير الملعب، أو خوض تجربة جديدة تضعه في قلب صفقات الصيف 2025 الكبرى بقيمة لا تقل عن 17 مليون يورو. في الحالتين، سيبقى اسم فيجا عنوان مقالات الميركاتو الصيفي المنتظر ومحور قسم الأخبار الرياضية العالمية في الأشهر المقبلة.