زلزال أحمر يغرق “الراقي” في مستنقع الإقصاء… ومحرز يصدر إنذاره الأخير!

لم تكن ليلة الاتفاق في “الجوهرة المشعة” تحمل شيئًا سوى المرارة والخيبة لجماهير النادي الأهلي، التي انتقلت فجأةً من أجواء الاحتفال بلقب دوري أبطال آسيا إلى صدمة خسارة المشاركة في كأس السوبر السعودي 2025-2026. المشهد الأبرز جاء من محرز نفسه، الذي انفجر غضبًا على زملائه بعد استقبال الهدف الثاني، معلنًا عقاب المباراة قبل إطلاق صافرة النهاية. فما خفايا هذا الانهيار التكتيكي والإداري، وكيف يمكن للأهلي أن يستعيد بطاقة السوبر في اللحظات الأخيرة؟

سقوط مدوٍ يعصف بآمال “الراقي”

خسر الأهلي (1-3) أمام الاتفاق في الجولة 33 من دوري روشن السعودي للمحترفين، بعد تقدّمه عن طريق ركلة جزاء نفّذها إيفان توني (د.6). لكن الاتفاق قاد “الريمونتادا” بثلاثية أحرزها محمد عبدالرحمن (49) وجورجينيو فاينالدوم (87) ومدالله العليان (90+5)، ليُطيحوا بآمال بطل آسيا في خطف مقعد السوبر المحلي. وبهذا الهزيمة تجمّد رصيد الأهلي عند 64 نقطة، مستقبلًا مركزه الخامس، بينما رفع الاتفاق رصيده إلى 47 نقطة.

التداعيات: بطاقة السوبر تذهب للعالمي

بما أن بطولة كأس السوبر السعودي تضم في نسختها المقبلة (19–23 أغسطس 2025) بطل ووصيف دوري روشن وبطل ووصيف كأس خادم الحرمين الشريفين، ووقوف الاتحاد في القمة (الأول) والقادسية في الوصافة الثانية لكأس الملك، انتقل المقعد الأخير إلى صاحب المركز الرابع في الدوري، أي نادي النصر برصيد 67 نقطة. الفريق العالمي ضمن رسميًا التواجد على نجمة السوبر ابتداءً من أغسطس المقبل، ما يضع “الراقي” أمام مأزق غير مسبوق: فقدان فرصة المنافسة رغم الإنجاز الأسيوي التاريخي.

محرز يبتهج بالفوز الآسيوي ويغضب في “الجوهرة”!

في لقطة نادرة له في موسم كان عنوانه البهجة القارية، ظهر رياض محرز غاضبًا بشدة بعد هدف التعادل للاتفاق، موجهًا أصابع الاتهام لزملائه على تراجع الرقابة الدفاعية والخطأ التكتيكي. الحديث بينه وبين إيفان توني تحوّل إلى خلاف علني، وكأن جناح “الأسود” كان يستشعر خطر ضياع بطاقة السوبر قبل دقائق طويلة من إعلان صافرة النهاية. اللقطة ذكّرت بأن الاحتراف يحمل في طياته ضغطًا لا يُطاق عندما تتحول أحلام الأندية إلى رهانات صيفية كبيرة.

فرص “المعجزة الإدارية” ما تزال معلقة

في “مكاتب الاتحاد” تُدور الآن معارك قانونية قد تعيد الأمور إلى نصابها. الأهلي ينتظر نتيجة قضيتين معلّقتين تتعلقان بنادي النصر:

1. قضية الحارس رافع الرويلي والعروبة: طعن النصر للحصول على نقاط مباراته المهزومة (1-2) أمام العروبة في الجولة 23، بحجة مشاركة الرويلي غير القانونية.

2. قضية “حافلة النصراويين” أمام الوحدة: شكوى الوحدة في الجولة 22 لعدم وجود ظرف قهري يؤجل انطلاق المباراة ساعة كاملة، ما قد يسفر عن خصم 3 نقاط من رصيد النصر.

في حال رفض مطالب النصر بحقه ضد العروبة وخسارته للقضية أمام الوحدة، سينخفض رصيده من 67 إلى 64 نقطة، متساويًا مع الأهلي. عندها، وإذا تعثّر النصر في الجولة الأخيرة (34) أمام الفتح وتعادل أو خسر، وفاز الأهلي على الرياض، سيصعد “الراقي” إلى منصات السوبر بفارق المواجهات المباشرة.

سيناريوهات اللعب الأخير: هل تنقذ “الراقي” معجزة المكاتب؟

• تعثر العالمي في الجولة الختامية: تساوى النصر والأهلي على 64 نقطة، والأفضلية للأهلي لو كان قد تفوق عليه في المواجهات المباشرة خلال الموسم.

• إلغاء نتائج أو خصم نقاط من رصيد النصر: إذا صدرت أحكام لصالح العروبة أو الوحدة، سيعجز العالمي عن الوصول إلى 65 نقطة، فيُفسح المجال للأهلي.

• فوز “الراقي” على الرياض: شرط ضروري لإشعال أمل العودة، وأي نقطة ضائعة تنهي الحلم تمامًا.

ردود الفعل والآمال المعلقة

على مواقع التواصل، انقسم جمهور الأهلي بين متفائلٍ بعودة المعجزة عبر المركز التحكيمي، ومتشائمٍ يرى أن الإدارة غارقة في أخطاء لوجستية وتقنية أفقدتها مقعد السوبر. وفيما يطالب البعض بالتركيز على الكأس والحفاظ على اللقب الآسيوي، يرى آخرون أن إظهار القوة القانونية والتعاقد مع مستشارين رياضيين دوليين يمكن أن يعيد الحقوق المسلوبة.

ختام المفاجآت المفتوحة

لم تنتهِ الحكاية بعد، فكرة المحكمة الكروية لا تزال تدور بين أحكام ولوائح، وأي قرار قد يعيد رسم خارطة المنافسة السعودية في أغسطس، قبل أن يصطف نجوم “الراقي” و”العالمي” على ملعب السوبر. سواء بتحقيق نصر استثنائي في “الجوهرة” أو بعودة بطاقة السوبر عبر سطور القانون، يظل الأهلي بطل آسيا يبحث عن تتويج ثانٍ محلي يليق بإنجازاته القارية، وفي المقابل، يرنو النصر لتأكيد هيمنته بأوراقه القانونية قبل أن يدافع عنها بالأقدام.