هلع وذعر داخل إنتر لفقدان الاتصال بمهدي طارمي العالق في إيران قبل مونديال الأندية
تفاجأ نادي إنتر ميلان بحالة استثنائية من القلق بعدما فقد التواصل مع نجمه الإيراني مهدي طارمي أثناء تواجده في طهران لقضاء عطلة قصيرة قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية المقامة في لوس أنجلوس وقد سبق أن اختار مهاجم النيراتزوري السفر إلى مسقط رأسه مباشرة بعد نهاية موسم الكالتشيو مستغلاً فرصة التواجد بين عائلته وأصدقائه قبل العودة للمشاركة في البطولة العالمية
وفقاً لتقرير شبكة فوت ميركاتو الفرنسية فقد تأزم وضع طارمي بشكل مفاجئ بعد إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الرحلات المدنية والدولية لأسباب أمنية متعلقة بالاشتباكات القائمة في المنطقة مما حال دون انطلاق الرحلة الخاصة التي كان من المفترض أن تنقله إلى الولايات المتحدة الأميركية ومن ثم تواصل الإدارة الإيطالية مع وكيله دون جدوى عقب اختفاء خطوط الاتصال الهاتفية ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة باللاعب
مصادر أخرى أوضحت عبر إذاعة فرنسية أن محاولات السفير الإيطالي لدى طهران وممثلي الاتحاد الدولي لكرة القدم لم تنجح في الوصول إلى مهاجم إنتر وسط تضارب أنباء حول إمكان احتجازه مؤقتاً عند نقطة تفتيش أو اضطراره للبقاء في منزله ضمن قيود مشددة على التنقل الحر داخل العاصمة الإيرانية ما عزز المخاوف لدى مسؤولي النادي بخصوص سلامته وجاهزيته الفنية قبل ملاقاة مونتيري المكسيكي في لقاء الافتتاح
القلق الآني
دخلت غرفة ملابس إنتر في حالة من التوتر الحاد بعدما تبيّن غياب طارمي الذي يعد ثاني أكبر مستثمر هجومي بعد لاوتارو مارتينيز وقد خضع اللاعب لفترة إعداد بدنية خاصة خلال الأسابيع الماضية لتعويض عبء المشاركة المكثفة في الدوري وكأس إيطاليا قبل أن يلتقي الفريق في نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي وقد كان من المتوقع أن يقدّم إضافة قوية بفضل سرعته وقدرته على الاختراق من الأطراف
تأخّر عودة طارمي أربك الخطط التكتيكية للمدرب سيموني إنزاغي الذي أعدّ استراتيجية تعتمد على تناوب الأدوار الهجومية بينه وبين صفوف الجناح الآخر بوليتانو إلا أن تواجد الأخير وحده لن يكفي لمنع استنزاف قدرات المهاجمين خلال الدور الأول ويثير شبهة الاعتماد الكبير على فئة محدودة من اللاعبين الهجمات المرتدة مما قد يؤثر في مجريات المباريات خاصة أمام أندية مثل ريفر بليت والأوراوا الياباني
تداعيات على معسكر لوس أنجلوس
وصلت بعثة إنتر إلى الولايات المتحدة قبل أيام وسط أجواء احتفالية ودعم جماهيري مكثف في لوس أنجلوس معقل الجالية الإيطالية فضلاً عن تحضيرات إعلامية مكثفة للتغطية التلفزيونية وغرف الاجتماعات الفنية وهو ما اصطدم فجأة بخبر اختفاء طارمي من المشهد التدريبي وأدى إلى انسحاب فكرة إقامة تدريبات استشفائية خاصة بزميله ضمن البرامج المعدة مسبقاً وقد اضطر الطاقم الطبي إلى إعادة جدولة حصص العلاج والتأهيل استعداداً للقاء الافتتاح مع احتفاظ نادي إنتر بحق طلب تأجيل مشاركة اللاعب إذا عاد في وقت قصير
رفعت الإدارة شعار الحفاظ على سلامة لاعبها وتجنّب المخاطر المحتملة خلال التوتر الحاصل في إيران وعملت على تفعيل شبكة اتصالات رسمية مع الجهات الدبلوماسية لتعزيز إجراءات الإفراج عنه أو السماح له بالحركة الآمنة إلى المطار الدولي إلا أن أي تأكيد لم يرد حتى اللحظة ما يجعل مستقبل مشاركته في كأس العالم للأندية موضع شك شديد وقد يدفع النادي للتعاقد مع مهاجم بديل في اللحظات الأخيرة للاستفادة من فرصة المنافسة على اللقب العالمي
ردود الأفعال الإعلامية
اهتمت وسائل إعلام إيطالية بمتابعة القضية عن كثب واصفة الموقف بأنه “أعقد أزمة تنظيمية طارئة” في مسيرة إنتر خلال عهد مالكي النادي الصينيين وقد تناولت صحف لا جازيتا ديلو سبورت وكوريري ديلو سبورت موضوع تحييد طارمي عن المعسكر وأضافت تعليقات لاستحضار تجارب سابقة لغياب لاعبين عن البطولات الكبرى بسبب أسباب أمنية وجغرافيّة وعنونت بأن معاناة النيراتزوري لا تقتصر على المستطيل الأخضر بل تشمل تحديات خارجية تعرقل تحقيق الأهداف المنشودة
في المقابل شهدت مجموعات مشجعي إنتر تفاعلاً كبيراً عبر منصات التواصل مع هاشتاغ #اطمئن_يارامي مطالبين الإدارة والحكومة الإيطالية بالتدخل الفوري لضمان عودته من إيران بأمان واستغلال العلاقات الدبلوماسية مع طهران لتسهيل خروجه دون أية عراقيل وذلك قبل يوم واحد فقط من المواجهة الأولى أمام مونتيري المكسيكي
سيناريوهات بديلة
إذا انتهت الأزمة بعودة طارمي فإن مركزه سيبقى محفوظاً ضمن التشكيلة الأساسية مع احتمالية منحه شارة القيادة في حالة استمرار غياب لاعب آخر من الجناح اليساري وقد يؤدي ذلك إلى تعديل الخطة المعتمدة من ثلاثي دفاعي إلى رباعي يسمح بتعزيز الدعم الهجومي أو حتى استحداث دور لاعب وسط متقدم يربط بين مفاتيح اللعب أمام فرق المجموعات
وفي حال تغيّر الوضع سيتعيّن على إنتر التطلع إلى خيارات متاحة من السوق الحرة أو تحريك ملف استعارات لاعبي الخبرة بهدف تعويض النقص الوقتي وربما اللجوء إلى مهاجم محلي أقل تكلفة لضمان الإيفاء بمتطلبات المشاركة دون التأثير على الأداء العام للفريق وقد يكون الخيار الأكثر منطقية هو ترقية لاعب من فريق الشباب الصاعد لقلب الجبهة الهجومية بدلاً من توقيع عقد جديد في وقت ضيق
يحوم سؤال أساسي حول قدرة النيراتزوري على تجاوز أسابيع الاختبارات الفنية والتنظيمية وسط شبهة غياب أحد أبرز نجومه وجدل تسبّب به اختياره للبقاء في إيران لحظة الإعداد لمونديال الأندية فهل سينجح إنتر في الحفاظ على توازنه الفني وتجاوز الصدمة الدبلوماسية أم ستطول معاناة الفريق وتفوت عليه فرصة المنافسة بقوة على لقب طال انتظاره.
